تقلبات الأسواق العالمية- الذهب يتأرجح والنفط يقفز وسط التوترات الجيوسياسية

المؤلف: محمد صديق (القاهرة)10.02.2025
تقلبات الأسواق العالمية- الذهب يتأرجح والنفط يقفز وسط التوترات الجيوسياسية

شهدت البورصات العالمية يوم الإثنين اضطرابات عنيفة، حيث انخفض سعر الذهب بشكل طفيف عقب بلوغه مستوى تاريخياً مدفوعاً بالصراعات الجيوسياسية المتفاقمة بين إيران وإسرائيل، في حين صعدت أسعار النفط بشكل صاروخي نتيجة للمخاوف من توقف إمدادات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط.

أدى التصعيد العسكري الذي تضمن تبادل الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيّرة خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى تدفق المستثمرين نحو الأصول التي تعتبر ملاذاً آمناً مثل المعدن الأصفر، مع ارتفاع أسعار البترول الخام إلى مستويات قياسية لم تبلغها منذ عدة أشهر مضت.

بلغ سعر الذهب الفوري في التعاملات الصباحية اليوم 3450 دولارًا للأوقية، مقتربًا بذلك من أعلى مستوى وصل إليه في شهر أبريل عند 3500 دولار، قبل أن يشهد تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.4% ليثبت عند 3446.77 دولار بحلول الساعة 7:10 صباحاً.

يأتي هذا الهبوط بعد قفزة هائلة بنسبة 1.4% يوم الجمعة، مدعومة ببيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة عززت التكهنات بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من العام الجاري.

لقد حقق الذهب مكاسب باهرة بنسبة تتجاوز 30% خلال عام 2025، مدفوعاً بالعديد من العوامل، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية المتزايدة، والسياسات التجارية الحمائية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وتزايد رغبة البنوك المركزية في تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي.

عادة ما يستفيد الذهب من انخفاض أسعار الفائدة، حيث إنه لا يحقق عوائد فعلية، مما يجعله مخبأً آمناً وجذاباً في أوقات الشكوك وعدم الاستقرار.

في سياق ذي صلة، ارتفعت أسعار النفط بصورة ملحوظة عقب الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، حيث قامت إسرائيل باستهداف حقل جنوب فارس الغازي الإيراني العملاق، مما أسفر عن اندلاع حريق وتعطيل منصة إنتاج، في المقابل، ردت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

قامت طهران بإلغاء محادثات نووية كانت مقررة مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان، مما أدى إلى تفاقم حدة التوتر وزيادة حالة عدم اليقين.

ارتفع خام برنت بنسبة تصل إلى 5.5% في التعاملات الآسيوية، ليتداول فوق مستوى 76 دولارًا للبرميل، بينما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 34 دولارًا. يأتي هذا بعد ارتفاع بنسبة 13% يوم الجمعة، مدفوعاً بمخاوف جمة من تعطل إمدادات النفط، خاصة مع الحديث عن إمكانية إغلاق مضيق هرمز الحيوي، الذي يمر عبره ما يقرب من خُمس إنتاج النفط العالمي يومياً.

أدى هذا التصعيد العسكري إلى حالة من الفزع والهلع في الأسواق المالية، مع تزايد الإقبال على الأصول الآمنة، بينما استقر سعر الفضة، في حين سجل البلاتين والبلاديوم مكاسب طفيفة.

يتوقع المحللون استمرار تقلبات الأسواق مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، بينما يظل الذهب الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين، خاصة إذا استمرت الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية.

في نفس الوقت، تراقب أسواق النفط عن كثب أية تطورات جديدة حول مضيق هرمز، مع وجود احتمال لارتفاع الأسعار بشكل كبير إذا تفاقم الوضع وزادت حدة الصراع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة